adss

ADS

ذكريات الدكتورة فرح اشباب

ذكريات الدكتورة فرح أشباب

http://afkarwholol.blogspot.com/

هادي عام بالتحديد منين كنت فالدوار اللي مشينا ليه مع قافلة دفىء الأمل نواحي أزيلال، تعطات لي الكلمة باش نهضر على المسار الدراسي ديالي قدام فتيات صغيرات في عمر الورود، هضرت وكملت وهوما كلهم كايشوفو، وحالات عينيهم، فيهم اللي فرحانة وفيهم اللي حشمانة وفيهم اللي غير كاتشوف، ماعندها تا تعبير على وجهها. منين كملت الهضرة بانت لي بين التلميذات وحدة كاتمسح دموعها وماباغية تاواحد يشوفها، غير شفتها انفجرت بالبكاء قدام كلشي. عيت مانحاول نبقى صامدة قدام الناس ولكن ماصبرتش. هادوك البنات كلهم تاوحدة ماغادي تكمل قرايتها، وغادي تتزوج على 14 ولا 15 عام، وغادي تولد أطفال غادي يعيشيو نفس الحياة اللي عاشت هي. مانقدرش نتدخل فالحياة والاعراف ديال سكان تلك المنطقة حيث هادي هي حياتهم منذ قرون ولكن منين تفكرت ان هاد الناس كايحاربو البرد وكايحاربو الصهد والفقر والجهل وان شحال من واخد فيهم مات غير حيث الطريق محبوسة بالثلج، وبأن هاد البنيتات اللي قبالتي تقدر تكون وحدة فيهم غادي تموت وهي كاتولد حيث أقرب مستشفى محترم بعيد عليها بثلاثة د الساعات ديال الطريق، هادشي الا كانت ماطايحة لا شتاء لا ثلج. شقت تلميذ فقسم السادس عندو انتفاخ متعفن فحنكو والصحة ديالو كاتبان متدهورة بسبب ذلك، سولتو واش مشى للطبيب قالي مرة وحدة وماقدرش يرجع حيث المستشفى بعيد بزاف. بقيت كانشوف فيهم كلهم،وكانبكي بحرقة حيث كانحس بالعجز من جهتهم. سيدة معانا سولات واحد الطفل قالت ليه شنو بغيتي ؟ جاوبها "بغيت نشرب غير رايبي، صافي".. سولت بنت شنو بغات قالت لي بغيت نقرا فالسابع،صافي"انا متاكدة انني الا سولت هادوك 200 طفل كلهم غادي يجاوبوني أجوبة بحال هاكا، بسيطة وحزينة حد البكاء، هم يحلمون وأحلامهم لا تكاد تكون سوى أشياء تافهة في نظر أطفال من وسط آخر. العجز يبكي ويحرق.. خصوصا أمام أطفال مثلهم.. كانوا رائعين بماتحمله الروعة من معنى.. لم ينل منهم الشر شيئا، وجوههم تعلوها براءة منقطعة النظير، يغمضون  عيونهم من شدة الخجل، لا يطلبون شيئا، حتى أبسط حقوق العيش لا يطالبون بها.. يذوبون وسط الأيام بين سحاب القرية ونهرها.. تجرفهم دوامة الزمن، فينجبون أطفالا يعيشون نفس السيناريو في أزمنة مختلفة. للإشارة فقط، هناك منجم معادن ليس ببعيد عن القرية، يدر المال الوفير على الشركة التي تديره فقط.. خبز الدار ياكلو البراني في دولة عايشين عيشة الدبانة فالبطانة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.