adss

ADS

ضميري يعذبني

 

 ضميري يعذبني



http://afkarwholol.blogspot.com/

ضاعت هويتي وسط الحشد...صرت أبحث عن أي مكان مكتظ ذي أصوات عالية، حتى لا أسمع صوت ضميري..أذهب يوميا إلى الحانة بعد أن أتبرج، أرتدي ملابس فاتنة، ضيقة، قصيرة، أبتسم لهذا و ذاك...أقبل عرض أحدهم لشرب گأس خمر...أصبح ثملة في غضون دقائق..أرقص بإثارة جنسية محضة مع أشباه الرجال..أصدر قهقهات...و بعدها لا أعد أعي ما أفعله..إلى أن أستفيق غي اليوم الموالب فوق سرير أحدهم..مجردة الملابس و الأحاسيس، مكدمة الأطراف...أرتدي ملابسي و أهم بالمغادرة....أصبحت بكل معنى خارجة عن القانون ، الدين، الأعراف ، التقاليد، اسم العائلة، عن كل شيء..أقطن وحدي في شقة وسط عمارة كل جيرانها يلعنونني و يمقتونني...و كيف لهم أن يحبوا فاسقة...يلقبونني بالخفاش .. أنام نهارا هربا من واقعي..و أذهب للحانة ليلا هربا من سماع أصوات ضميري...تلك الطريق مسدود مسدود...في كل ليلة أصطدم بالحائط حتى أستفيق في الصباح و أعاود الكرة..لكن هذه المرة حائط من نوع آخر.حائط الزنزانة...اعتقلت منذ بضعة أيام تحت تهمة الدعارة...و ها أنا الآن أصارع أربعة جدران و ليس فقط جدار الدعارة...كانت فترة رهيبة و حتمية لي في السجن...لم تعد هناك أصوات تشوش صوت ضميري.. ولا أوباش تدنس أنوثتي...فقط الصمت الاذع...جعلني أفكر و أفكر...منذ متى و أنا على هذا المنوال..قريناتي متزوجات..موظفات..أمهات..تعلن أسرة..و أنا لا أستطبع إعالة حتى نفسي...تلك القترة جعلتني أتصالح مع نفسي و أعقد معاهدة هدنة معها...رغم الأصفاد التي تكبل يداي...لا يهم ففكري ،نفسي. متحررة هذه المرة..ما الجدوى من حرية جسد...قابعة وسطه نفس و كأنها في دهاليز...نعم دهاليز العهر و الفسوق...رحبت بحرية فكري و نفسي...و ودعت حرية جسدي إلى الأمل أن يلتقيا يوما ما في آن واحد فأصبح إنسان...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.