فوائد اللبن البلدي

 فوائد اللبن البلدي

فصل الربيع على الأبواب ندعو سكان البوادي لتحضير اللبن البلدي نتكلم عن لبن الخض التقليدي، الذي يحضر من الحليب الطازج، بدون إضافة خمائر أو أي شيء، والذي يكون في فصل الربيع، حيث ترعى الأبقار على الأعشاب والكلأ الطبيعي بدون أعلاف، ونؤكد على هذه الخصائص، لأن تركيب اللبن يتأثر بتغذية الحيوان. وبما أننا على أبواب فصل الربيع فلا يفوتكم تحضير اللبن البلدي واستهلاكه.يوضع الحليب الطازج في آنية وتغلق ثم تترك لمدة يوم أو يومين حسب الحرارة حتى يتخثر أو يتحمض الحليب تلقائيا، ثم يخض وكان الناس يستعملون جلود الماعز و الأغنام مدبوغة بالدباغ الطبيعي (الدوم أو قشور الطلح) وتسمى باللغة العربية "السعن" وباللغة المحلية "الشكوة". بعد عملية الخض تفرز الزبدة البلدية التقليدية الطبيعية عن اللبن.  هناك مكون قوي في اللبن الحامض، ويتمثل في البكتيريا اللبنية التي تخمر اللبن، والتي يجب أن تبقى حية في المنتوج، لكي تستهلك بكمية كافية، وهذه البكتيريا اللبنية هي السر في قوة اللبن، لأنها تحمي الجهاز الهضمي من التعفن والالتهابات، وتعيد توازن فلورا الأمعاء، وتقضي على طغيان الخمائر في الجهاز الهضمي، وتحفظه من الإسهالات المترتبة عن الأدوية.ولا يشكل اللبن أي خطر على المرضى، فهو على عكس الحليب، يمكن للمصابين بالسكري وارتفاع الضغط والسرطان وأمراض القلب والشرايين والأمراض المناعية، والمصابين بالحساسية، وأمراض الجهاز الهضمي، والحليب يمنع على هذه المصابين بهذه الأمراض، ويمتاز اللبن بكونه منتوجا خاليا من الدسم تقريبا ومن الكوليستيرول، ويحتوي على الأنزيمات لأن الحليب الذي يستعمل لتهييء اللبن يكون طازجا، وبذلك يكون أنزيم اللايبوبروتين ليبيز LPL lipoprotein   lipase لا يزال نشطا، وكذلك أنزيم البايروكسيديز peroxydase واللكتيز lactase والفوسفتيز phsphatase نذكر أننا نتكلم عن اللبن البلدي الطبيعي الذي يهيأ في المنزل ويكون الحليب من حيوانات ترعى على الأعشاب والحشائش ولا تأخذ أعلاف لكي لا يشتبه الأمر على الناس.واللبن يستهلك كشراب لوحده كما يستهلك مع الخبز، ومع الكسكس على شكل "سيكوك" هذه الوجبة العريقة للأطفال والنساء، واجتماع النشويات مع اللبن المخمر يعتبر من أقوى المواد في التغذية، لأن البكتيريا اللبنية تقدر على تحلل حمض الفيتيك الذي يشد الأملاح، Chelating، في النشويات فتحرر الأملاح والفايتمينات وبعض الأحماض الأمينية، والحمضيات الدهنية، فتصبح القيمة الغذائية للنشويات هائلة، ومع الأسف لا تزال بعض النصائح الخاطئة تسمع هنا وهناك.